الأربعاء، 20 سبتمبر 2017

آلات وآليين


كان الهدف من تلك التكنولوجيا الحديثة أن تجعل حياتنا أسهل
لكن ما حدث هو إن تلك الآلات قامت بتحويلنا إلى آليين



بمقارنة بسيطة فإنه في زمن ماقبل الفيسبوك 
يستيقظ الزوج يوم العطلة ليتناول الافطار مع اسرته ثم يذهب إلى الشرفه يقرأ الجريده
تلحقه زوجته مع كوبين من الشاي بالنعناع ليقص عليها الأخبار ويتناقشان فيما إذا كانت الأسعار هتزيد تاني ولا لأ
أما الآن يستيقظ الزوجان الظهر وربما العصر بعد قضاء سهرتهما على الفيسبوك
تذهب الزوجه إلى المطبخ لتحضير الغداء وتلعب الكاندي كراش على ما الرز يستوي 
الزوج صاحب الكرش اللطيف يدخل المطبخ يعمل مج نسكافيه - هذا إذا كان زوج متعاون - او على الأرجح فإنه يطلب من زوجته تجيبله المج في الليفنج حيث يسترخي على الكنبة ويقوم بتشغيل التلفاز ثم يدفس رأسه في السمارت فون ويكتب بوست عن تلك الحياة المملة التي يعيشها .

عن الأطفال حدث ولا حرج 
يمسك الطفل ذو الثلاث سنوات بالهاتف ليشغل أحد الألعاب ويتحول بعدها الى تمثال ثم تسمع والدته تفتخر بإمكانياته في تشغيل الألعاب وحده .
أزور صديقتي لأرى طفلتيها تجلس كل منهن فى ركن ممسكة بالايباد وكأن على رؤوسهن الطير.
اشفق على تلك الطفولة التي أضاعها ذلك السمارت فون الذي أنشأ جيل من الحمقى .

حتي جيلي من الشباب الذي يجلس الآن أمام الشاشات يشاهد زهرة سنوات حياته تذبل أمام عينيه ولا يحرك ساكنا .
جيلي الذي تحولت علاقاته إلى فريند ريكويست وخصامه إلى بلوك وعتابه إلى بوست #مقصوده وذكرياته إلى ميموريز
أصبح اهتمامنا كومنت وريأكت ومنشن واصبحت مشاعرنا ايموشن 
لا أحد يسألك عن ماذا تشعر الآن سوى الفيسبوك .

عندما شاهدت سلسلة أفلام Pulse والتي تحولت فيها التكنولوجيا إلى وحوش تمتص أرواح البشر وتدفعهم إلى الانتحار. 
فقامت الحكومات بعزل ماتبقى منهم في مخيمات نائية بعيدة عن المدن والكهرباء والشبكات .
رغم أنه يصنف كفيلم رعب إلا أنني تمنيت أن يحدث ذلك فعلا .


إن التكنولوجيا تقتل أرواحنا بالفعل أليس هذا أكثر شرا من قتل الجسد .

أنا لا أدعي المثالية بل إنني مثلكم جميعا مصابة بذلك الادمان الذي يدفعني لأمسك هاتفي حتى قبل أن أفتح عيناي 
وعندما أنتهي من الكتابة سأقوم بتشغيل اللابتوب لأنشر ماكتبت على الانترنت وانتظر الكومنتات واللايكات .

نعم كلنا مرضى ولا نريد الشفاء .
ربما سننتظر أن تخرج تلك الاشباح من الشاشات لتأخذ ما تبقى من أرواحنا .....
هذا إذا كانت لم تأخذها بالفعل دون أن نشعر .

السبت، 15 أبريل 2017

هرب الحب من الشباك

كثيرا ما سمعت عبارة ( اذا دخل الفقر من الباب هرب الحب من الشباك )
لكن ماذا يفعل المال بدون الحب هل سيكون سبب كافي لحياة بين شريكين ، قد يستطيع أن يشترى لها افخر الملابس و يدللها فى أرقى الأماكن لكن كل ذلك لن يشترى مشاعر أنثى حرة .
المال يشتري الكثير من أسباب السعادة لكن علينا أن نعترف أنه كثيرا ما يفشل في تحقيق السعادة .

اتأمل حال أثنين من صديقاتى كان زواجهن بعد قصة حب 
الأولى زوجها ثري لكنه بعد ان حصل عليها صار يعاملها كأي شئ يمتلكه توقف كل الكلام المعسول الذي طالما امطرها به ، حتى ماتت مشاعرها نحوه .
انتهى الحب وانتهى كل شئ .
أما الثانية فزوجها لايملك إلا القليل . تزوجا رغم ضيق الحال ورغم مرور سنوات على زواجهم إلا انهم يعيشان بنفس المشاعر كفترة الخطبة أو ماقبلها .


إن الحب هو المبرر الوحيد لكل يوم نعيشه .
هو ما يجعلنا نتحمل كل شئ وأي شئ .
هو مايدفعنا أن نبقى ، أن نستمر ، أن نناضل من أجل ما نحب ومن نحب .

اعتقد أن قائل تلك العبارة كان مريضا نفسيا ويرددها من عاشوا بلا حب .


انتقوا لقلوبكم من يحب أكثر لا من يدفع أكثر .
لا تكن دمى تحركها خيوط مجتمع فاشل اجتماعيا .
لا تكن باسم الزواج كفتيات ليل يأخذهن من يستطيع أن يدفع السعر المقترح .
 
عذرا إلى كل من أخبرني أنه اذا دخل الفقر من الباب هرب الحب من الشباك
ليس الفقر هو ما يجعل الحب يهرب بل الاهمال .

ربما كانت العبارة الأصدق هي " أن كل ما يمكن الحصول عليه بالمال فهو رخيص "